كفى نبكي على ذكرى الوصال بين ضفاف دجلة واحلام العشاق وذكريات الصبألنساء ورجال جلسوا يبكون على ماضيهم ذكرياتهم هموم شاركهم
الجسر في الإطاحة بها في في مياه دجلة لتغتسل وتكون نقية وتحمل صفاء مياه ارتمى الجسر محطماً بين احضانها الى نصفين نصف لجهة منطقة العطيفية والنصف الاخرلجهة منطقة باب المعظم والوزيرية.انقطع الارتباط الذي امتد لسنوات طويلة .وفي دقائق سقوط الجسر سقطت دموع الالاف وهي تهرع مسرعة لرؤية الجسر وهم غير مصدقين .. رجل يبلغ من العمر خمسة وستون عاما الدموع جعلته يتكلم بصعوبة يقول انا حزين اليوم واسكن قرب الجسر في منطقة العطيفية يوميا اتمشى على الجسر عبوراً واليوم احسست ان عمري وحياتي تلاشت امام عيني لم يبق ما يربطني بذكريات الشباب وزوجتي المتوفية كنا دائما نتمشى ونذهب الى السوق في الجهة المقابلة ولا نحس بطول الطريق لان هواء دجلة وانت تمشي على الجسر ينسيك الهموم والمشاكل واليوم قطع شريان الدم ولن تشفى الجراح لم احزن على الدمار الذي اصاب بيتي والزجاج الذي تكسر تركنا انا وعائلتي كل ذلك وجئنا هنا لنرى ماذا حصل لعزيز علينا تحمل ثقل السيارات والعربات وهموم الناس وقصصهم وحب الشباب وغزلهم وكنا في الماضي نركب القطار الذي ينقلنا ويمر على السكة الحديدية ذكريات اغتسلت بمياة دجلة ودمرت وانتهت بدمار الجسر.. امرأة جاءت مع اطفالها جلبتهم لرؤية سقوط الماضي والتراث والحضارة لقد بقي الجسر الحديد شامخاً طوال السنين التي مضت وقد حاولوا في الماضي هدمه جزئياً واليوم نالوا منه وفصلوا اجزاءه وجعلوه بين احضان دجلة تحتضنه وتبكي عليه المياه ولا تستطيع ان ترفع شكواه لانه محمل بملايين الشكاوى من مختلف الاعمار من رجال ونساء ضحكات وشقاوة الاطفال اصوات السيارات وازدحام الشوارع كل ذلك يتلاشى بنسمة هواء من دجلة .. تزاحم الناس لالتقاط الصور لسقوط الجسر وعندما سألتهم لماذا تلتقطون الصور اجاب محمد يبلغ من العمر الثلاثون سنة قد ترفع اشلاء الجسر ولا يبقى لدينا ملامح له انه تاريخ لقد شيد في الاربعينيات من قبل الانكليز واستمر بناؤه سنوات طويلة ولا نعرف هل سيعاد بناؤه اويبقى مركوناً مثل كومة حديد. لقد كان الجسر الشريان الحيوي في بغداد وخصوصا لمنطقة العطيفية والمناطق المحيطة واليوم وبعد تحطم الجسر اصبحت المناطق التي كانت ذات حركة مستمرة هادئة حزينة مكتئبة والبيع والشراء ضعيف جدا واصحاب المحال التجارية يطلبون اعادة اعمار الجسر لانه كان يسهل مرور السيارات والمركبات الى شوارعهم والحركة مستمرة واليوم قطعت ارزاقهم واصبحت منطقتهم قليلة الحركة ومنعزلة عن الجهة المقابلة لمنطقة العطيفية وباب المعظم والمناطق الاخرى..وعدد كبير من الشباب يأتون كل يوم ويجلسون على القسم الذي لم يسقط ولا يخافون من ان تسقط القطع الكونكريتية العالية واحمد الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما يقول كنا نتسابق ونحن بملابس الرياضة كل يوم جمعة نستغل حظر التجول ونمارس الرياضة على جسر الصرافية واليوم اين نذهب لانعرف لا توجد نواد رياضية و الظروف الامنية غير جيدة واخر مكان نلجأ اليه تحطم اصبحنا نتجمع كل يوم لنجلس على بقايا الجسر ونصطاد السمك .. امرأة تبلغ من العمر اربعين عاما رايتها تبكي وتقول واللة الذي حدث لايمكن ان يصدق لقد كانت عندي ذكريات جميلة مع زوجي واطفالي وكنا قبل عدة سنوات نخرج لنتمشى على الجسر ونتمتع بهواء ونسمات دجلة واليوم نرى الذي حمل ذكرياتنا يسقط مرة واحدة و دجلة يفتح ذراعيه له ليخفف آلامه . الشباب يسألون كيف نذهب الى المدارس والجامعات محمد يقول انا طالب في كلية طب الاسنان والاخرين الهندسة كنا نتجمع عند ذهابنا الى الكليات ونعبر الجسر لان الطريق عادة ما يكون مزدحماً ونصل اسرع من السيارات والان نتحدث ونسال كيف نذهب واي طريق نسلك لماذا هذا الجسر بالذات لانه يربط بين ضفاف دجلة او لانه يربط بين منطقتين لايريدون ان ترتبط مع بعضها البعض وحتى التاريخ يريدون ان يمحوه وياخذون معه الروابط بين الناس والمناطق التي يسكنها مختلف الشرائح ولا فرق بينهم . ذكريات العشاق وجمال الحب وكلمات تغزلت بشعر الحيببة المتطاير بهواء يحمل نسمات دجلة بين ليل بغداد الحزينة جمال الحب كان على هذا الجسر بدايات السفر كانت خطواته فوق هذا الجسر بعربات قطار قديمة يتنقل اهل بغداد بين الجانبين ويصحوا اهل المنطقة التي يمر بها القطار على الجسر على صوت الصافرة التي يطلقها القطار الذي يسير فوق سكة حديد كانت على اطراف الجسر الحديد كان تأريخ ولكن اليوم اصبح عبارة عن كومة من الحديد لاينفع لانه تحطم ولا احد يعرف كيف ولماذا هدمت معالم ورموز تحمل تواريخ الماضي وترابط سلسلة الحضارة التي تقطعت اوصالها ودفنت معالمها بين اشخاص يريدون تغيير التاريخ والهوية .. منذ تحطم جسر الصرافية واهالي المناطق المحيطة به يتجمعون عصر كل يوم يتأملون ما حدث للجسر آههات واوجاع وبكاء على حبيب ويسالون لماذا وهل بنهاية هذا الجسر سوف تنتهي مآسيهم وفقدانهم الامان وعودة الاضواء والافراح الى بيوتهم والاحساس بالحب والترابط يودع الجسر كل يوم عزيزاً لبيت من بيوت بغداد الحزينة ولا ذنب للأبرياء سوى ان يتحملوا كل يوم صوت الانفجارات وموت الاحباب والاقارب وتفجيرات شارع المتنبي وغيره من اماكن التأريخ العراقي وهل سوف تختم بجسراً الصرافية الجواب لا يمكن ان يكف الارهاب ولكن تبقى وحدتنا اقوى لتكون جسر من الايدي المتشبكة وتتحدى كل الظروف.. _________________
موضوع: ذكريات والام على جانبي جسر لصرافية 
8th يوليو 2007, 15:06
Tue May 29, 2007 2:34 pm
