أبو الغيط وسليمان يزوران واشنطن لبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة

أبو الغيط وسليمان يزوران واشنطن لبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة 7/8/2007 10:13:00 AM


وزير الخارجية احمد ابو الغيط


القاهرة - محرر مصراوي- يتوجه الأحد إلى الولايات المتحدة وفد مصري يرأسه مدير جهاز المخابرات عمر سليمان ووزير الخارجية احمد ابو الغيط لبحث الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والمسائل المتعلقة بالعراق ولبنان ودارفور والصومال والموقف في الخليج، مع أركان الإدارة الأميركية.

وسيلتقي أبو الغيط وسليمان بنائب الرئيس ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وعدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى مستشاري الأمن القومي السابقين بيرنتسكوكروفت وزبيغنيو بريجنسكي.

وقالت الخارجية المصرية إن أبو الغيط سيزور أيضا باريس يوم 17 يوليو الجاري للاجتماع مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير، مشيرة إلى أنه سيعرض رؤية مصر لسبل إعادة الاستقرار إلى لبنان، وكذلك سبل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكشف مصدر دبلوماسي مصري النقاب عن أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة باتجاه تحريك عملية السلام وضمان وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وأشار المصدر إلى أن زيارة أبو الغيط لكل من الولايات المتحدة وفرنسا، ثم زيارته ونظيره الأردني لإسرائيل عقب عودته من واشنطن، واجتماع اللجنة الرباعية الدولية كلها تأتي في إطار تحريك السلام ودعم الشعب الفلسطيني، حسبما ذكرت جريدة الشرق الاوسط.

وأوضحت المصادر أن أبو الغيط سوف يستمع من الجانب الفرنسي خلال الزيارة لبعض الإيضاحات التي تطلبها القاهرة بشأن اقتراح الرئيس الفرنسي ساركوزي، بإقامة اتحاد متوسطي، قبل إعلان موقفها النهائي.

وتسعي مصر لأن توفر الزيارة التي سيقوم بها وفد رسمي رفيع المستوي الي الولايات المتحدة الاسبوع القادم الفرصة لكسر حاجز الجليد في العلاقات بين الادارة الامريكية وحكومة الرئيس حسني مبارك بسبب الخلافات بين الطرفين بشأن قضايا الاصلاح السياسي التي تدعو اليها واشنطن.

وقالت جريدة القدس العربي إن زيارة الوفد تأتي في خضم انتقادات يوجهها مسؤولون رسميون والصحافة المملوكة من الدولة للسياسات الامريكية تجاه مصر بشأن ما يدعونه بتدخلات الادارة الامريكية في الشؤون الداخلية المصرية.

وعشية الزيارة اكد ابو الغيط ان مباحثات الوفد في واشنطن ستكون في اطار حوار استراتيجي بين البلدين الا انه لم يكشف عن تفاصيل الموضوعات المطروحة علي جدول الاعمال.

ويقول مسؤولون مصريون ان زيارة الوفد تكتسب اهميتها من تصاعد حدة التوتر مؤخرا بين واشنطن والقاهرة اثر تصديق لجان رئيسية في الكونغرس الامريكي علي مشروع قرار يقضي بقطع 200 مليون دولار من المعونة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر ما لم تلتزم حكومة مبارك بتحسين اوضاع حقوق الانسان والقيام باصلاحات وخاصة في قطاعات الامن والشرطة وكذلك السيطرة علي الحدود مع غزة واسرائيل بهدف منع تهريب السلاح.

ويضيف المسؤولون ان القاهرة منزعجة كذلك من التصريحات المتكررة التي يطلقها المسؤولون الامريكيون بشأن قضايا تخص تعامل الدولة المصرية مع شخصيات المعارضة كزعيم حزب الغد المسجون ايمن نور والمعارض البارز سعد الدين ابراهيم.
وكرر ابو الغيط خلال الايام الماضية ان بلاده ترفض الربط بين المساعدات الامريكية وبين قضايا الوضع الداخلي ومنها قضايا الاصلاح الديمقراطي.

وصرح ابو الغيط الخميس بعد مباحثات تمهيدية اجراها مع السفير الامريكي فرانسيس ريكاردوني بان من حق اي طرف ان يختار قراره.

الا ان مسؤولا مصريا اقر بأن مهمة الوفد لن تكون سهلة بسبب تباين في وجهات النظر او حتي خلافات عديدة بين البلدين تمتد الي قضايا اخري منها الوضع في العراق والسودان ولبنان وايران وغزة.

وذكر أبوالغيط ان ما كان قد اثير حول توصية لمجلس النواب بتعليق 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية تجاوزته لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ باقرارها كامل المساعدات لمصر دون تعليق توطئة لتقديمها إلي مجلس الشيوخ لاقرارها وبعد ذلك تعرض علي المجلسين في اجتماعهما خلال الشهرين القادمين

وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه: كل هذه الملفات معقدة ومتشابكة وقد لا يمكن ان يكون هناك اتفاق حولها.

الا ان المسؤول خفف من احتمالات تصاعد الازمة بين البلدين قائلا كل منا يحتاج للآخر ولن يكون هناك داع للمضي اكثر من ذلك.

غير ان دبلوماسيين مطلعين علي ملفات الخلافات بين القاهرة وواشطن اشاروا الي مخاوف من ان يؤدي قرار الكونغرس بقطع جزء من المعونات اذا لم تلتزم الحكومة المصرية بالشروط الامريكية الي زيادة التوتر بين العاصمتين.

ولاحظ دبلوماسي مخضرم ان وضع شرط السيطرة علي الحدود مع غزة واسرائيل في مشروع القرار ربما جاء لكسب نواب اللوبي المساند لاسرائيل في الكونغرس الذين كانوا عادة يرفضون اي تقليص في حجم المساعدات الامريكية لمصر والتي قررت بعد التوقيع علي اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية عام 1979.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه يبدو ان من وضع المشروع يدرك مدي الارتباط بين معركتي السلام في الشرق الاوسط وبين قضايا الاصلاح في المنطقة .

واضاف الدبلوماسي انها ايضا معركة في داخل واشنطن.

وتعتمد واشنطن تقليديا علي الدور المصري في دعم عملية السلام في المنطقة كما ان القاهرة تقر ان المساعدات الامريكية لا تمنح مجانا بل لتعزيز القدرات المصرية ودور الاعتدال الذي تلعبه في سياسات المنطقة.

وفي هذا الاطار قالت صحيفة الاهرام شبه الرسمية في مقال افتتاحي الجمعة ان زيارة الوفد تأتي بعد أسابيع من الجدل والنقاش الحاد حول طبيعة العلاقات المصرية ـ الأمريكية.

ووصفت الاهرام الزيارة التي تبدأ الاثنين القادم بانها ستضع النقاط علي الحروف حول العلاقات بين البلدين وترسم آفاقها في المستقبل المنظور.

واضافت من الضروري أيضا أن ندرك أن علاقات مصر مع الولايات المتحدة لا تتعلق فقط بمسألة المساعدات بل هي تشمل حزمة كبيرة من المجالات الثنائية والإقليمية والدولية ولذلك يجب الا يؤثر التباين حول قضية ما علي مجمل علاقات البلدين

اقرأ أيضا: